إن الحمد لله نستعين به و نستغفره و نعوذ به من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل لا و من يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً و أشهد ألا اله إلا الله و ان محمداً عبده و رسوله و صفيه من خلقه و حبيبه أدى الأمانة و بلغ الرسالة و نصح الامة و كشف الله به الغمة اللهم جازه عنا خير ما جازيت به نبياً عن أمته و إجمعنا معه في مدخله إنك سميع قريب مجيب الدعاء ..
لقد رأينا من الواجب علينا أن نعرف أعضائنا الكرام بهويتنا و ذلك لما كثر الدخن و أصبح لا يمكن تمييز الخبيث من الطيب و لإنتشار التيارات الفاسدة في الدين كمن يدعو إلى العلمانية و من يدعو إلى العقيدة الفاسدة و من يحاول أن يبث في المسلمين الفرقة و الخلاف ، ففضلنا أن نلقي في قلوب أخواننا و اخواتنا الطمأنينة و السكينة بهذا التعريف المتواضع
و نرجو منكم أخواني و أخواتي قراءة الرسالة إلى أخرها .. و بارك الله فيكم .
من نحن ؟!
منتدى معا على طريق الاسلام منتدى يسير على نهج أهل السنة و الجماعة بفهم السلف الصالح .. و دعونا نعرف من هم السلف الصالح ؟!
من هم السلف ؟
السلف هم صدر هذه الأمة من الصحابة و التابعين و أئمة الهدى في القرون الثلاثة المفضلة . و يطلق على كل من اقتدى بهؤلاء و سار على نهجهم في سائر العصور : (( سلفي )) نسبةً إليهم .
و قد كان يطلق عليهم في البداية (( أهل السنة )) لما كانوا هم المتبعين لسنة رسول الله ، المقتفين للأثر ، فسموا : (( أهل الأثر )) و (( أهل الحديث )) .
ثم لما إنتشرت البدع صار يطلق عليهم (( أهل السنة و الجماعة )) و هم من كان على مثل ما كان عليه النبي و أصحابه ، و سموا أهل السنة لاستمساكهم و اتباعهم لسنة النبي و سموا الجماعة لأنهم الذين اجتمعوا على الحق و لم يتفرقوا في الدين و اجتمعوا على أئمة الحق و لم يخرجوا عليهم و اتبعوا ما أجمع عليه سلف الأمة.
لما صار من المبتدعة من ينسب نفسه إلى هذا اللقب الشريف كان لزاماً أن يمتازوا عن غيرهم و من هنا نشأ مصطلح ((السلفية)) نسبةً إلى سلف هذه الأمة من أهل الصدر الأول و من اتبعهم بإحسان .
أبرز قضايا العقيدة السلفية
و من أهم قضايا العقيدة السلفية ((مسألة الصفات)) فإن اكثر الخلاف فيها و خلاصة القول فيها : أن أحاديث و آيات الصفات نمرها كما جاءت دون تعطيل أو تأويل أو تشبيه أو تمثيل .
فنثبت أن لله يداً و لكن ليست كأيدينا يداً تليق بجلاله و كماله .. و نثبت أن الله ينزل لكن لا كنزولنا و إنما نزولاً يليق بجلاله و كماله ..
{ ليس كمثله شيء و هو السميع البصير } [الشورى : 11]
قواعد و أصول أهل السنة و الجماعة في منهج التلقي و الاستدلال
و يقوم المنهج السلفي على قواعد و أصول تضبط منهج التلقي و الاستدلال ، فمن ذلك ( نوجزها ) :
1 - مصدر العقيدة هو : كتاب الله و سنة رسوله الصحيحة ، و إجماع السلف الصالح .
2 - كل ما صح من سنة رسول الله وجب قبوله ، و إن كان خبر آحاد.
3 - المرجع في فهم الكتاب و السنة هو النصوص المبينة لها و فهم السلف الصالح و من سار على منهجهم من الأئمة ثم ما صح من لغة العرب لكن لا يعارض ما ثبت من ذلك بمجرد احتمالات لغوية .
4 - أصول الدين كلها قد بينها النبي و ليس لأحد أن يحدث شيئاً زاعماً أنه من الدين بعده .
5 - التسليم لله و رسوله ظاهراً و باطناً فلا يعارض شيء من الكتاب أو السنة الصحيحة بقياس و لا ذوق و لا كشف و لا قول شيخ أو إمام أو غيره .
6 - العقل الصريح موافق للنقل الصحيح و لا يتعارض قطعياً معهما و عند توهم التعارض يقدم النقل على العقل .
7 - يجب الإلتزام بالألفاظ الشرعية في العقيدة و تجنب الألفاظ البدعية و الألفاظ المجملةالمحتملة للخطأ و الصواب . يستفسر عن معناها فما كان حقاً أثبت بلفظه الشرعي و ما كان باطلاً رد .
8 - العصمة ثابتة للرسول و الأمة في مجموعها معصومة من الإجتماع على ضلالة . و أما آحادها فلا عصمة لأحد منهم ، و ما اختلف فيه الأئمة و غيرهم فمرجعه إلى الكتاب و السنة مع الإعتذار للمخطيء من مجتهدي الامة .
9 - في الأئمة محدّثون ملهمون و الرؤيا الصالحة حق و هي جزء من النبوة و الفراسة الصادقة حق و هذه كرامات و مبشرات ، بشرط موافقتها للشرع و ليست مصدراً للعقيدة أو التشريع .
10 - المراء في الدين مذموم و المجادلة بالحسنى مشروعة و ماصح النهي عن الخوض فيه وجب امتثال ذلك و يجب الإمساك بالحسنى عن الخوض فيما لا علم للمسلم به و تفويض علم ذلك إلى عالمه سبحانه.
11 - يجب الإلتزام بمنهج الوحي في الرد ، كما يجب في الإعتقاد و التقدير فلا ترد البدعة ببدعة ولا يقابل التفريط بالغلو و لا العكس .
12 - كل محدثة في الدين بدعة ، و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار.
سمات أهل السنة و الجماعة
إن لأهل السنة و الجماعة خصائص و سمات و نرجو الله تعالى أن نكون جميعنا منهم و أن يجعلنا من الأخيار و منها :
1 - الاهتمام بكتاب الله - عز و جل - حفظاً و تفسيراً و تلاوةً ، و الاهتمام بالحديث معرفةً و فهماً و تمييزاً لصحيحه من سقيمه لأنهما مصدر تلقي العلم .
2 - العمل إنما يكون بالعلم ، فالعلم ليس غاية ، و إنما هو وسيلة للعمل به .
3 - الدخول في الدين كله و الإيمان بالكتاب كله فيؤمنون بنصوص الوعد و الوعيد و بنصوص الإثبات و التنزيه و يجمعون بين الإيمان بقدر الله و إثبات إرادة العبد و مشيئته و فعله كما يجمعون بين العلم و العبادة و بين القوة و الرحمة و بين الأخذ بالأسباب و بين صدق التوكل على الله .
4 - الإتباع و ترك الإبتداع و نبذ الفرقة و الإختلاف في الدين .
5 - الإقتداء و الإهتداء بأئمة الهدي العدول المقتدى بهم في العلم و العمل و الدعوة و هم الصحابة و من سار على نهجهم و مجانبة من خالف سبيلهم .
6 - الحرص على جمع كلمة المسلمين على الحق و توحيد صفوفهم على التوحيد و الإتباع و إبعاد كل أسباب النزاع و الخلاف بينهم .
7 - التوسط ، فـَهُم في الإعتقاد وسط بين فرق الغلو و فرق التفريط و هم في أعمال السلوك وسط بين المفرّطين و المفرطين.
8 - الدعوة إلى الله و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بغير منكر و الجهاد بمفهومه الواسع الشامل و ضوابطه الشرعية و إحياء السنة بنشر العلم و إيجاد القدوة و الدعوة إلى ذلك و العمل لتجديد الدين و إقامة شرع الله و حكمه في كل صغيرة و كبيرة .
9 - الإنصاف و العدل فهم يراعون حق الله تعالى لا حق النفس و لا الطائفة و لهذا لا يغالون في مُوال و لا يجورون على مُعاد و لا يغمطون ذا فضل فضله أياً كان.
10 - التوافق في الأفهام و التشابه في المواقف رغم تباعد الأقطار و الأعصار و هذا من ثمرات وحدة المصدر و التلقي .
11 - الإحسان و الرحمة و حسن الخلق مع الخلق كافة .
12 - النصيحة لله و لكتابه و لرسوله - - و لأئمة المسلمين و عامتهم .
13 - الاهتمام بأمور المسلمين و نصرتهم و موالاتهم و أداء حقوقهم و كف الأذى عنهم مع دوام الدعاء لهم .
ونسأل الله تعالى أن نكون منهم ونستمر على هديهم إلى يوم الدين ،،
[/color]