بســــم اللــــه الرحمـــن الرحــــيم
• قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به
شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بـــــأنا
مســــلمون ... ( 64 آل عمران ) .
• إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ( 59 آل عمران )
• لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيـــئا إنأراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن فى الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض ومابينهما يخلق مايشاء والله على كل شيء قدير ( 17 المائدة ).صـــــدق الله العظــــيم
أولا : عقـــيدة الفـــداء والصـــلب والخـــلاص
** أساس العقيدة :
*********
لما خلق الله آدم وقال له (( اسكن أنت وزوجك الجنة )) وأمره وزوجته بعدم الاقتراب من الشجرة ،عصى آدم وزوجته ربهما بالأكل من الشجرة . وبذلك يكون كلا منهما وذريتهما ـ أي كل البشر ـ واقعـين تحت تأثير هذه الخطيئة ويستحقون هلاك الأبد وعقاب الآخرة ( أى جهنم ) ... وهذا هو ناموس العـــدل .
ولكن ناموس الرحمة يستوجب العفو .. فتطلب الأمر شيئا يجمع بين العدل والرحمة ، فكانت ( الفـــدية )التى يلزم أن تكون طاهرة غير مدنسة ... وليس في الكون ماهو طاهر بلا دنس إلا الله . فأوجبت المشيئة أن يتخذ جسدا يتحد فيه اللاهوت والناسوت ... أي جسدا إلهيا بشريا في ذات الوقت ... فاتحدا في بطـــن العذراء مريم . فيكون بذلك الولد الناتج عن هذا الاتحاد ( إنسانا كــاملا ) ، والذي في الجســد (إلـــــــها كـــاملا ) . وقد تمثل هذا كله في المسيح الذي أتى ليكون ( فدية ) ... وهـــــذا هو ( الفــــداء ) .
ثم احتمل الإله الكامل والإنسان الكامل أن يقدم نفسه ( ذبيحة ) لإعفاء البشر من جريمة الخطــــيئة ...
وهــذا هو ( الصـــلب ).
وكان احتماله لذلك كفارة لخطايا البشر وتخليصهم من ناموس الهلاك الأبدي ... وهذا هو ( الخلاص ).
ولمــا كان البشر كلهم خطاة بخطيئة أبيهم آدم وأمهم حواء فهم هالكون هـــلاكا أبديـــا ، ولا ينجـــــيهم
سوى إيمانهم بالمســـــيح الفـــادى
** الرد على عقيدة الفداء والصلب والخلاص :
***************************
1 ـ كيف يقبل العقل ( وماأنزلت الأديان على البشر إلا لمخاطبة عقولـــهم ) أن يقدم الله نفســـــه ( فــدية ) لخطيئة لم يرتكبها الله بل تكفيرا لخطيئة عبد مخلوق له ؟ ... وهل يعجز الله الخالق أن يتنـــــازل أو يعفو عن آدم بدلا من أن يرضى لنفسه الذبح والصلب؟؟؟.
2 ـ كيف يقبل العقل ـ أو العدل ـ أن يتوارث بلايين البشر إثم خطيئة لم يرتكبها منهم أحد ، ثم يلقى بهــــــم بعد ذلك في نار جهنم بغير ذنب ارتكبوه ؟؟؟ . هذا ... ويؤكد الكتاب المقدس بعهديه القديم ( التوراة ) والجديد ( الإنجيل ) ـ وهما في صلب العقيدة جزء واحد لا يتجزأ ـ أن الخطيئة لا تورث .
ففي ( سفر التثنية ) جاء النص : (( لا يقتل الآباء عن الأولاد ، ولا يقتل الأولاد عن الآباء ، كــــــــلإنسان بخطيئته يقتل )). فكيف يمكن القول بعكس ذلك في خطيئة آدم ؟؟؟ .
3 ـ كيف يقبل القول بأن يتجسد الله في صورة مخلوق، وأن يبصق في وجهه اليهود وغيرهم ويلقون على رأسه الشوك والأتربة ثم يربط في السلاسل ليعلق على صليب ويدقوا المسامير في يديه ؟؟؟ ... ...
إن هذه إهانة بالغة لأي شخص عادى ... فكيف بالله ذو الجلال والكمال المطلق ؟؟؟ .
4 ـ لو أن الذبح أو الصلب كانا لآدم الخاطىء لقلنا أن الله يفعل في ملكه وخلقه مايشاء ... أما أن يكــــــون المقتول أو المصلوب هو (الله) جل شأنه ، وفى خطيئة وقعت منذ آلاف السنين قبل ولادة المسيح ...
ثم يطلق على ذلك ( فدية ) و ( خلاصا ) و ( تكفيرا ) فهذا مالا يمكن لأي عقل أن يقبله ... بل ولـم ينزل على أي نبي قبل ذلـــــك .
5 ـ إذا كان المسيح يعلم ( باعتباره إلها كاملا ) بأنه سيكون ( فدية ) وأنه سوف يذبح تكفيرا لخطيئــة آدم فلماذا صرخ بأعلى صوته ـ عند القبض عليه ـ يطلب النجدة من الأقنوم الأب قائلا : (( إيلى إيلى لمــاذا شبقتنى )) ؟؟ ... أي : لماذا يارب تركتني لهؤلاء اليهود الظلمة ؟ .. ولماذا طالب حوارييه بشــــراء السيوف للدفاع عندما شاهد هذه القوة الغاشمة للنيل منه ؟؟ ... وأين عنصر ( الطواعية ) الــــلازم
لتحقق مبدأ ونظرية ( الفداء ) ؟؟ ... إذ من المتفق عليه في روايات الأناجيل كلها أن المسيح قـــــــد قبض عليه عنوة وأهين إهانات بالغة ، ولم يتقدم بنفسه طــواعيــة للصلب بحجة الفداء لتكفير خطايا البشر كما هو فى صلب العقيدة.
6 ـ إن تصور الخلاص بواسطة تقديم أحد الآلهة نفسه ذبيحة فداء عن الخطيئة .. قديم العهد جدا عنــــد
الهنود الوثنيين وغيرهم ... ... وفيما يلي بعض الأمثلة : ـ
أ ـ يسمى البوذيون ( بوذا ) بـ ( المسيح ) و ( المولود الوحيد ) و ( مخلص العالم ) ، ويقولون أنه إنسان كامل وإله كامل تجسد بالناسوت وقدم نفسه ( ذبيحة ) ليكفر ذنوب البشر ويخلصهم مـــن ذنوبهم فلا يعاقبوا عليها.
كما يقولون عن الإله ( أندرا ) الذى يعبدونه أنه سفك دمه بالصليب وثقب بالمسامير كي يخلص البشر من ذنوبهم .
ب ـ كان المصريون القدماء يعتبرون ( أوزوريس ) أعظم مثال لتقديم النفس ( ذبيحة ) لينال النــــاس الحياة. وكانوا يتحدثون عن كيفية ظهوره على الأرض وموته وقيامه بين الأموات وأنه سيكــون ديان الأموات فى يوم الدينونة .
كما كانوا يدعون ( حورس ) بـ ( المخلص ) و ( إله الحياة ) و ( الواحد الأبدى ) و ( المولـــود الوحيد ) و( الولد الوحيد المخلص ).
ج ـ كان الفــرس يدعون الإله ( مترا ) بـ ( الوسيط بين الناس ) و ( المخلص الذى بتألمه خلص الناس وفداهم ) .
د ـ عبد المكسيكيون إلها مصلوبا يدعى ( المخلص ) و ( الفادى ) و ( ابن الله ).
وكل هذه الأمثلة كانت قبل ظهور المسيح بقرون كثيرة ، مما يؤكد أن المسيحية الحاضرة هي صـــورة مكررة لـ : براهما و بوذا و كريشنا و أوزوريس وجميع الآلهة الوثنية المعروفة في بلاد الشرق الأقصى وبلاد أخرى.
7 ـ إن أصول المسيحية القائمة حاليا مطابقة تماما لعبادات الشمس التى كانت موجودة فى الامبراطوريــة الرومانية وأقطار كثيرة من توابعها ... وأمثلة ذلك كثيرة جدا ... منهـــــا :
أ ـ الاله ( إيتس ) فى آسيا الصغرى : ولد من عذراء وكان يسمى ( الابن الأوحد المولود والمخـــلص ) ويعتقد عابدوه أن دمه جددخصوبة الأرض ومنح البشر حياة جديدة وأنه قام من الموت . ويحتفلون بهذه ( القيامة ) وسط ابتهاج عام . ومن أبرز مناسك عبادتهم : تقديم وجبات مقدسة والتعميـــــــــد بالدم .
ب ـ الإله ( أدونيس أو تموز ) : كان يعبد في سوريا وكان يسمى بـ ( المخلص المولود من عذراء ) وقد عانى الموت ليفدى البشرية لكنه قام منه فى الربيع . وكان عابدوه يحتفلون بـ ( قيامته ) في مهرجان كبير .
ج ـ الاله ( ديونيس أو باكوس ) : كان يعبد فى اليونان ، وهو الابن الأوحد المولود لجوبيتر كبير الآلهـة من العذراء ديمتير فى الخامس والعشرين من شهر ديسمبر (( نفس تاريخ ميلاد عيســــى عنـــــــــد المسيحيين الغربيين )) ، وهو يوصف بـ ( الفادى و المحرر و المخلص ) . وقد قتل من أجل فــــداء البشرية ويسمى بـ ( المذبوح أو حامل الخطايا أو الفادى ) . وكان أتباعه يحتفلون كل عام بتمثـــــيل موته ونزوله إلى الجحيم ثم قيامته .
د ـ الإله ( أوزوريس ) : كان يعبد عند قدماء المصريين ، وقد ولد من عذراء وقتل بعد أن تعرض لخيانة ومزق جسده وبعد دفنه مكث فى الجحيم يومين أو ثلاثة وثلاث ليـال ثم عاد للحياة ( نفس عقــــــــيدة المسيحيين الحالية فى قيامة المسيح ).
هـ ـ الإله ( ميثراس أو ميثرا ) : وهو إله الشمس عند الفرس المولود من عذراء ... وهو يمثل الأصـــــل الذي أخذت منه أسطورة تأليه المسيح ، وكان يوم ميلاده فى الخامس والعشرين من ديسمبر ( نفس تاريخ ميلاد عيسى عند المسيحيين الغربيين ) وتأسست لعبادته كنيسة وكان الميلاد والفصح أهـــــم احتفالاتها . كما كانت الاحتفالات تتضمن : التعميد والتثبيت والعشاء الربانى ( أى نفسعقـــــــــيدة القربان المسيحية الحالية ).
و ـ أن عيد دخول المسيح الى الهيكل وتطهير العذراء الذى يقع فى يوم 2 فبراير من كل عام هو من أصل مصرى ، فقد كان المصريون القدماء يعيدون إجلالا وتعظيما للعذراء ( نايت ) .. وفى ذات اليوم يعيـد المسيحيون هذا العيد.
ز ـ ان ماجاء عن ولادة ( مرها ) والدة الإله ( ياخوص ) عند الرومانيين يشابه تمام المشابهة ماجاء فى انجيل متى ( الاصحاح الأول ـ من عدد 18 الى عدد 25 ) . وقد فسر القديس جيروم اسم ( مرهــــــا ) باسم ( مريم ) وكانوا يلقبونها ( آلهة البحر ) ويلقبون مريم والدة المسيح الآن ( نجمة البحر ) .
8 ـ كل احتفال رئيسى فى التقويم المسيحى هو استمرار لتقاليد أرستها المعتقدات الوثنية السابقة ، وقـــــــد