السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
الإيمان بالجنة
الإيمان بوجود الجنة:
المسلم يؤمن أن في الآخرة دارًا أعدها الله للمحسنين والمؤمنين من عباده.
فيها من كل الخيرات، فيها أنهار من ماء عذب، وأنهار من عسل مصفى، وأنهار من خمر لذة للشاربين،
يأكلون فيها ويشربون، ويطوف عليهم ولدان مخلدون، وهم فيها خالدون، نزع
الله الغل من صدورهم، إخوانًا على سرر متقابلين، تحيتهم فيها سلام،
قال سبحانه في الحديث القدسي: (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) [البخاري]
.كما قال تعالى في كتابه: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} [السجدة: 17].
والمسلم يؤمن بأن الجنة درجات، وأن هذه
الدرجات أعدها الله -عز وجل- للمؤمنين على قدر أعمالهم الصالحة، قال
تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها
الأنهار} [البقرة: 25].
وقال (: (في الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين
كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها درجة، ومنها تفجر أنهار الجنة
الأربعة، ومن فوقها يكون العرش، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس) [أحمد
والترمذي].
والمسلم يؤمن أن للجنة
ثمانية أبواب تسمى بأسماء الأعمال الصالحة، فهناك باب للصائمين يدعي(
الريان) وهناك باب الصلاة، وباب الإحسان، وباب الصدقة، وباب الجهاد.
والمسلم الذي كان يكثر من الصيام يدخل من باب الصيام، وكثير الصلاة يدخل
من باب الصلاة.. وهكذا، وهناك أناس يدعون من جميع الأبواب، قال (: (من
أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي من
أبواب -الجنة-: يا عبدالله، هذا خير. فمن كان من أهل الصلاة؛ دُعي من باب
الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل
الصدقة، دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام، دُعي من باب الصيام،
وهو باب الريان) فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: هل يُدْعَى أحد منها كلها
يا رسول الله؟ قال: (نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر) [متفق عليه].
والمسلم يؤمن أن من أبواب الجنة بابًا يسمى
الريان، جعله الله -عز وجل- للصائمين خاصة، قال (: (إن في الجنة بابًا
يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم،
فإذا دخلوا أُغلق، فلم يدخل منه أحد) [متفق عليه].
والمسلم يؤمن أن هناك أعمالا تُدخل أصحابها الجنة من
جميع الأبواب، قال (: (ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء، ثم يقول أشهد
أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبد الله ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة
الثمانية يدخل من أيها شاء) [مسلم].
والمسلم يؤمن أن في الجنة غرفًا أعدها الله -عز وجل- للمؤمنين، قال تعالى:
{لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية} [الزمر: 20]. وقال (:
(إن في الجنة لغرفًا يُرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها، فقام إليه
أعرابي، فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: هي لمن أطاب الكلام، وأطعم
الطعام، وأدام الصيام، وصلى لله بالليل والناس نيام) [الترمذي].
وقال: (إن أهل الجنة ليتراءون (يشاهدون)
أهل الغرف من فوقهم، كما تتراءون الكوكب الدُّرِّي الغابر من الأفق من المشرق أو من المغرب، لتفاضل ما بينهم)
. قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟
قال: (بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين) [مسلم].
والمسلم يؤمن أن تربة الجنة
الزعفران، وأن بناءها لَبِنَة من ذهب ولبنة من فضة، فعن أبي هريرة -رضي
الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله، ممَّ خُلق الخلق؟ قال:
(من الماء). قلنا: الجنة ما بناؤها؟
قال: (لبنة من فضة، ولبنة من ذهب، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ
والياقوت، وتربتها الزعفران، ومن دخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا
تَبلى ثيابهم، ولا يَفنى شبابهم) [الترمذي].
والمسلم يؤمن أن في الجنة بيوتًا وقصورًا،
قال (: (بينا أنا نائم في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر. قلت: لمن
هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب) [البخاري].