علي العبد أن يسلم نفسه لمولاه, عارفا أن الخيرة له في جميع ماقضي به الحق, وإن خالف ذلك مراده وهواه, فإذا دعا العبد وطلب من مولاه شيئا أيقن بالاجابة لامحالة.
قال الله عز وجل وقال ربكم ادعوني استجب لكم وقال سبحانه وتعالي وإذا سألك عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان
عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله صلي الله علي وسلم يقول ـ ما من احد يدعو بدعاء الا آتاه الله ما سأل, او كف عنه من السوء مثله, مالم يدع باثم او قطيعة رحم.
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
ـ ما من داع يدعو إلا استجاب الله لدعوته, أو صرف عنه مثلها سوءا, أو حط من ذنوبه بقدرها, مالم يدع باثم او قطيعة رحم.
واذن فان الاجابة المطلقة حاصلة لكل داع بحق حسبما ورد الوعد الصادق, إلا أن الإجابة أمرها إلي الله تعالي, يجعلها متي شاء, وقد يكون المنع وتأخر العطاء إجابة وعطاء لمن فهم عن الله تعالي ذلك.
لايجب علي العبد ان ييأس من الله تعالي إذا رأي منعا أو تأخيرا, وإن ألح في دعائه وسؤاله.
وقد يكون تأخير الإجابة إلي الآخرة خيرا له وافضل.
ورد في بعض الاخبار ـ يبعث عبد فيقول الله تعالي له
ـ الم آمرك برفع حوائجك الي, فيقول نعم وقد رفعتها إليك فيقول الله تعالي ما سألت شيئا الا اجبتك فيه, ولكني انجزت لك البعض في الدنيا, ومالم أنجزه لك في الدنيا فهو مدخر لك فخذه الآن, عندئذ يقول العبد حين يري ما ادخر له ـ ليته لم يقض لي حاجة في الدنيا.
وقد نهي النبي عن الاستعجال في إجابة الدعاء فقال: يستجاب لأحدكم مالم يعجل فيقول قد دعوت فلم يستجب لي.
لا اختيار
يقول ابن عطاء الله:
لايكون تأخر امد العطاء ـ مع الالحاح في الدعاء ـ موجبا ليأسك, فهو قد ضمن لك الاجابة فيما يختار لك, لافيما تختار لنفسك, وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد
يقول ابن عباد
حكم العبد ألايتخير شيئا علي مولاه, ولايجزم بصلاحية حال من الأحوال له, لانه جاهل من كل وجه, قد يكره الشيء وهو خير له, ويحب الشيء وهو شرله.
قال احد العارفين : لاتختر من أمرك شيئا, واختر ألاتختار, وفر من ذلك المختار, وفر من فرارك ومن كل شيء إلي الله عزوجل