: التَّمادُح و التَّملُّق
و قول الله تبارك و تعالى :﴿ وَ ٱجْتَنِبُواْ قَوْلَ ٱلزُّورِ ﴾ ( الحجّ : 30 ) .
و قوله :﴿ قَالُوۤاْ إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُمْ منْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَ يَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ ٱلْمُثْلَىٰ ﴾ ( طه : 63 ) .
و قوله سبحانه :﴿ وَ ٱلَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ ﴾ ( الفرقان : 72 ) .
و قوله :﴿ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُوراً ﴾ ( الأنعام : 112 ) .
و قوله تعالى :﴿ ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ ﴾ ( الزّخرف : 67 ) .
و عن معاوية رضي الله عنه : " إيّاكم و التّمادح ، فإنّه الذّبحُ " رواه ابن ماجه و صحّحه الألبانيّ .
و عن أبي موسى رضيَ اللهُ عنه قال : سَمعَ النبيُّ صلّى الله عليه و سلّم رجُلاً يُثني على رجُلٍ و يُطريهِ في مدحِه فقال : " أهلَكتم - أو قطعتم - ظَهرَ الرّجُل " ، رواه البخاري و مسلم .
و لهما عن عبد الرّحمنِ بنِ أبي بكرة عن أبيهِ قال : أثنى رجلٌ على رجلٍ عند النّبيِّ صلّى الله عليه و سلّم فقال : وَيلَكَ قطعتَ عُنُقَ صاحِبكَ – مراراً - قطعتَ عنقَ صاحبكَ ، ثمّ قال : من كان منكم مادحاً أخاهُ لا مَحالَةَ ، فلْيَقُلْ : أحسبُ فلاناً ، و اللهُ حَسيبُه ، و لا أُزكّي على اللهِ أحداً ، أحسِبهُ كذا و كذا ، إن كان يَعلمُ ذلكَ منه " .
و عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ ، أَنَّ رَجُلاً جَعَلَ يَمْدَحُ عُثْمَانَ ، فَعَمِدَ الْمِقْدَادُ ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَ كَانَ رَجُلاً ضَخْماً ، فَجَعَلَ يَحْثُو فِي وَجْهِهِ الْحَصْبَاءَ ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ : مَا شَأْنُكَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ : إِذَا رَأَيْتُم الْمَدَّاحِينَ ، فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ " رواه مسلم و غيره .
و عن عطاءِ بن أبي رباح أنّ رجلاً كان يمدَحُ رجلاً عند ابنِ عمرَ ، فجعل ابنُ عمر يحثو التُّرابَ نحو فِيه ، و قال : قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : إذا رأيتم المدّاحين ، فاحثوا في وجوههم التّراب " .
و عن مِحْجَن الأسلمي قال : " رأى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم رجلا يصلّي و يسجد و يركع ، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : من هذا ؟ فأخذتُ أطريه ، فقلتُ : يا رسول الله ! هذا فلانٌ ، و هذا ، فقال : أمسك ، لا تُسمِعْهُ فتُهْلِكْهُ " .
رواهما البخاري في الأدب المفرد ، وصحّح الألبانيّ الأوّل منهما و حسّن الثّاني .
و عن عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ قالَ : أَتَيْتُ عبدَ الله بنَ عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه فقلتُ لهُ : يا أَبَا عبدِ الرّحمنِ إِنَّا نَجْلِسُ إلى أَئِمَّتِنَا هؤلاءِ فَيَتَكَلَّمُونَ بالكلامِ نحنُ نعلمُ أَنَّ الحقَّ غيرُهُ فَنُصَدِّقُهُمْ ، وَ يَقْضُونَ بالجَوْرِ فَنُقَوِّيهِم و نُحَسِّنُهُ لَهُمْ ، فيكفَ تَرَى في ذلكَ ؟ فقالَ: يا ابنَ أخِي كُنَّا معَ رسولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ نَعُدُّ هَذَا النِّفاقَ ، فلا أَدْرِي كيفَ هو عِنْدَكُمْ " . رواه البيهَقي في السّنن الكبرى ، و بوّب له ب : " باب ما على الرّجل من حفظ اللّسان عند السّلطان و غيره " .
و قد رواه البخاري في الصّحيح مُختصراً عن محمّد بن زيد بن عبد اللَّه بن عمرَ عن أبيه قال : " قال أناسٌ لابن عمرَ : إِنّا ندخلُ على سلطانِنا فنقولُ لهم بخلافَ ما نتكلّمُ إذا خرجنا من عندهم ، قال: كنّا نعُدُّها نفاقاً " .