العين الباكيه
عدد الرسائل : 28 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 31/01/2009
| موضوع: يوم ينفخ فى .................... الأربعاء فبراير 25, 2009 10:49 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ^__^
أتمنى أن يقرأ الجميع الموضوع من اوله لآخره .. اعرف أنه طويل بعض الشيء الموضوع يصور بعض أهوال يوم المحشر وماذا سيحدث لإبليس وماذا سيحدث بعد النفخ بالصور رحمنا الله واياكم برحمته ..
بسم الله الرحمن الرحيم ..
قال تعالى : ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين )
إن قيام الساعة يكون على ثلاث مراحل تبدأ بالنفخ في الصور حيث نفخة الفزع التي تعتبر اول مبادئ يوم القيامة.. تطول نفخة الفزع وتدوم لفترة لا يعلمها الا الخبير الحكيم حتى تكون نفخة الصعق.
وقد قال تعالى : (وما ينظر هؤلاء الا صيحة واحدة مالها من فواق). ثم يمر زمن لا يعلمه الا الله .. قد يكون زمنا طويلا اذا ما قيس بمقاييس الدنيا.. ولكنه قصير اذا ما قيس بمقاييس الآخرة .. بعد ذلك تكون النفخة الأخيرة وهي نفخة البعث والقيام للحساب والجزاء.
بعد الحشر وأهواله تتجمع المخلوقات كلها من انس وجن وحيوان في أرض المحشر .. بلاد الشام .. والرب .. الرب على عرشه فوق كل العباد .. يراقب أفعال جميع المخلوقات .. لا يغفل لحظة ولا تفوته هفوة .. اشتد غضبه وزاد سخطه.
واسرافيل مازال ممسكا بالصور وواضعه على فيه.. شاخصا بصره الى العرش .. ينتظر الإشارة من رب العالمين بالنفخ في اية لحظة. اخيرا أتى أمر الله.. أمر اسرافيل بالنفخ في الصور .. فينفخ النفخة الأولى .. واذا بصوت قوي شديد يدوي في كل مكان .. واذا بالفزع يسود الوجود .. وفجأة !!
ساد الصمت على وجه الأرض .. توقف القتل والشجار بين المخلوقات .. فارتفعت يد القاتل عن المقتول .. ونزل النمر عن فريسته .. كش الثعبان .. وتوقفت الحشرات.. ذهلت كل المخلوقات .. كل ينظر حوله ويرفع راسه الى السماء ليبحث عن مصدر الصوت الرهيب .. ويتساءل في صمت وذهول .. ماهذا الصوت ؟! ما هذا الصوت ؟!
قال تعالى : ( ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله )
حانت اللحظة الأخيرة .. لحظة .. لحظة الإحتضار .. هاهي ذي الدنيا بأسرها تحتضر وهذي هي الجبال التي تنتشر من حول زحام المخلوقات وفي وسطهم وفي سائر بقاع الأرض .. الجبال الراسية الشامخة .. تهتز .. تقتلع تماما من جذورها .. لقد نسفها رب العالمين نسفا .. فصارت هباءا منبثا .. واستوت الأرض فلم يعد فيها جبال ولا اعوجاج .. لكنها ترتج .. تهتز وترتجف .. زلازل .. زلازل رهيبة .. الأرض تميد بأهلها وكأنها سفينة في وسط بحر هائج تضربها الأمواج من كل اتجاه.. فتعلوا الأصوات تعلو وتعلو بالصراخ والفزع .. من شدة الخوف والرعب .. وتضع كل ذات حمل حملها .. ويشيب الإنسان .. وتتساقط بعض المخلوقات صرعى من هول الفزع.
بينما هم على هذي الحال اذا بظلام دامس يعم الوجود .. ماهذا ! لقد انطفأ نور الشمس وكذلك القمر وسائر الكواكب ..
الدنيا ظلام في ظلام .. ففزع الجن الى الإنس وائتنس به وكذلك سائر المخلوقات.
رباه ! ما هذا ! يا لهول انتقامك ! سبحانك يالله.. يا قادر يا جبار ! السماء أيضا تحتضر ! تتشقق ! تتكور منها الشمس وتظل تهوي..! تهوي عبر بعد سحيق! ويقع القمر ! وسائر الكواكب والنجوم ..
تشتعل النيران وينتشر الدخان .. وعلى ضوء النيران تشهد المخلوقات كل الأهوال.
يفزع الإنس الى الجن والجن الى الإنس .. الكل يتساءل في حيرة وقلق .. ما الحل؟ ماذا عسانا أن نفعل؟ وأخيرا اقترح الجن على الإنس أن ينطلقوا الى ماء البحر علهم يجدون سبيلا للخلاص .. والأرض مازالت تميل بهم في كل اتجاه .. فانطلق الجن على راسهم ابليس .. تبعهم الإنس .. منهم من يتعثر في الطريق .. ومنهم من تكفئه الأرض على وجهه فيسير زاحفا .. ومنهم من يحاول الإستناد على أخيه حتى يصلوا الى ماء البحر بسلام .. وهاهم قد وصلوا في النهاية الى ماء البحر المنشود .. واذا بالمفاجأة الكبرى .. مفاجأة لم تخطر لهم على بال .
إلهي ! حتى البحار أيضا تحتضر ! تفجرت كل الحواجز التي بينها .. لقد صارت البحار بحرا واحدا هائلا عظيما مملوءا بالمياه عن آخره .
وقف الجميع أمام البحر مذهولين .. ياللهول ! النجوم والكواكب تتساقط أغلبها في البحر .. والقمر أيضا .. هاهي ذي الشمس وقد وقعت هي الأخرى من على بعدها السحيق .. وانطلقت البراكين مدوية هائلة من قاع البحر .. وانفجرت ذرات الماء .. انفجارا هائلا مروعا .. مدويا في كل مكان .. واشتعلت النار .. نار شديدة لا مثيل لها في الوجود .. اشتعلت من تحت قعر البحر .. من أعماق أعماق الأرض .. انتشرت .. ظلت تعلو وتعلو .. حتى غدت نارا ذات عمق سحيق .. وضاع الأمل الأخير .. وقف الإنس مع الجن حيارى مقهورين .. الجميع يتساءل في ذهول ! أهذا ماء البحر ؟ أهذا الماء الذي جئنا نلتمس منه الخلاص ! أهكذا يسجر البحر ! .. يتحول ماؤه الى نار تتأجج ! فظيع ما نرى ! فظيع !
زلزال الأرض مازال يشتد ويشتد .. وصوت النفخ في الصور مازال دائما لم يفتر بعد .. والنار من أمام الجميع تشتعل بهولها المريع ..
وهاهو إبليس .. يجري في كل اتجاه .. تميد به الأرض .. يتعثر تارة ويزحف أخرى .. والنار من أمامه تتأجج لم ير لها مثيلا في عالم الدنيا .. فتعود به الذكرى الى الماضي البعيد .. يوم تحدى رب العالمين .. يوم توعده الحكيم القهار بنار الجحيم .. انهار ابليس .. اشتعلت نيران الحسرة والندم في أعماق أعماقه .. هاهو يصرخ ثائرا : لا .. لا يا رب العالمين .
لقد خر ابليس ساجدا ! متوسلا متذللا ! انه يبكي ويصرخ ! ينادي ويقول : ربي ! مرني أن اسجد لمن شئت .
ذهلت الشياطين .. واجتمعوا حوله يتساءلون : يا سيدنا : الى من تفزع؟! التفت اليهم ابليس منهارا باكيا : الى رب العالمين الذي أنظرني الى يوم الدين .. وهذا هو اليوم المعلوم .
الجميع يرددون في ذهول (الإنس منهم والجان) : اليوم المعلوم ؟! رب العالمين ! اذن الله مجود ! العالم الآخر حق ! البعث والجزاء أيضا حق ! وما نراه اليوم من أهوال إنما هي بعض أهوال يوم القيامة ! ونحن ! نحن اليوم في يوم القيامة ؟! مع كل تلك الأخوال مازلنا في أول يوم القيامة ؟! فما مصيرنا بعد ذلك ؟! أما من مفر يخلصنا من ذلك الجحيم المحتوم ! أحقا جاء وعد الله ! أحقا انتهى كل شيء ! الموت علينا محتوم ومصيرنا ليس الا الجحيم والعذاب الأبدي ! ضيعت نفسك يا ابليس .. ضيعت نفسك يا ملعون وضيعتنا معك .
واذا بصوت ينادي ويقول : يا ايها الناس : (أتى أمر الله فلا تستعجلوه ) وينهار الجميع .. تملأ الحسرة والندم أعماق كل الموجودين .. والأرض ما زالت تميد بهم .. يتعثرون ويعتدلون .. والصوت مازال مدويا في أرجاء المكان .. وتتعالى الصيحات : لا .. لا يا رب .. أعطني فرصة .. فرصة اخيرة ..لا اريد الموت ... اني أريد الحياة .. أود لو أعيش .. لو عادت الي الحياة من جديد سافعل كل ما تامرني به .. أي شيء .. مرني يا ربي بما تريد ولو القي بنفسي في أحضان تلك النيران المتأججة .. أود لو اموت وابعث الى النعيم .. لا اريد الجحيم الأبدي .. لا اريده .. أخشاه وامقته .. أرجوك يا الهي : تقبل دعوات عبد ذليل يتوسل اليك .. فرصة ! فرصة اخيرة يا ارحم الراحمين أنا لا أحتمل النار .. لا احتمل عذابها .. ارحمني .. ارحمني برحمتك يا الهي يا عظيم .. لقد آمنت بك .. أجل .. أنت ربي .. بل ورب العالمين .
و ابليس ما زال ساجدا .. يصلي ويدعو .. يصرخ باكيا منهارا : مرني يا رب أن اسجد لمن شئت .. مرني أن اسجد لمن شئت . واذا بالنفخة الثانية صوتها يدوي في كل مكان .. يعلو ويعلو .. إنها نفخة الصعق واذا بالسماء تتصدع كلها صدعة واحدة الى السماء السابعة .. انها تهوي على الأرض .. والأرض أيضا.. ها هي تتصدع صدعة واحدة وتنشق الى سابع أرض.
الهي ! ما هذا ! الملائكة تتطاير من السماء باشكال مخيفة مروعة .. ترفرف بأجنحتها .. وتصل الى الأرض .. انها تنزع أرواح المخلوقات .. تنزعها نزعا مهينا مؤلما .. الجميع يتألم .. الكل يصرع ويموت .. وانطبقت السماء على الأرض .. احتضرت الدنيا .. وانتهى كل شيء .. وماتت جميع المخلوقات .. صعق من في السماوات ومن في الأرض الا من شاء الله.
هكذا انتهى الصراع .. الصراع بين ابليس وآدم .. محي الشر وأبيد الفساد .. و مات ابليس . وانتهت الأسطورة .. اسطورة خلافة الإنسان على الأرض .. مات الإنسان .. وضاعت الخلافة .. واحتضرت الأرض .. محي العالم بأسره .. صعق الوجود وفنى فأمسى لا وجود .
وبقي عالم الملكوت الأعلى .. فجاء ملك الموت الى الجبار .. قال : يا رب ! مات أهل السماوات والأرض الا من شئت. فيقول الله وهو أعلم بمن بقي : فمن بقي ؟ يجيب ملك الموت : بقيت أنت الحي الذي لا تموت وبقيت حملة عرشك و بقي جبريل وميكائيل وبقيت انا . فيقول الله عز وجل : فليمت جبريل وميكائيل. يذهل العرش .. ينطقه الله تعالى .. فيتساءل : يا رب : يموت جبريل وميكائيل ؟! فيقول الرب : اسكت ! فإني كتبت الموت على كل من كان تحت عرشي.
فيموتان ثم يأتي ملك الموت الى المهيمن الجبار فيقول :
قد مات جبريل و ميكائيل ولم يبق الا أنت الحي الذي لا تموت وبقي حملة العرش وبقيت انا . فيقول الخبير الحكيم : فليمت حملة عرشي.
فيموتون و يأمر الله العرش فيقبض الصور من اسرافيل ثم يأتي ملك الموت الى الملك القدوس ويوقل : يا رب قد مات حملة عرشك.
فيقول سبحانه وتعالى وهو أعلم بمن بقي : فمن بقي؟
يجيب ملك الموت : يا رب بقيت أنت الحي الذي لا تموت وبقيت انا.
فيقول الله : أنت خلق من خلقي خلقتك لما أردت فمت . فيموت .
هكذا يفنى العالم كله .. يفنيه الله الذي لا يموت أبدا .. الذي كان آخرا كما كان اولا .. فلم يبق الا هو .. الله الذي أوجد الوجود ثم افناه وأعاده كما كان .. الله الواحد القهار .. الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولك يكن له كفوا أحد .. فيطوي السماوات والأرض بكل ما حوتا من مخلوقات فانية ميتة لا حياة فيها كطي السجل للكتاب .. فيقبض الله الأرض جميعا والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى .. ويتجلى بعظمته وجبروته .. ينادي بمنتهى القوة والعظمة الإلهية الجبارة .. ينادي الملك القدوس المهيمن ويقول : أين ملوك الأرض ! اين الجبارون ! اين المتكبرون ! لمن الملك اليوم؟!
لا احد يرد .. فلم يبق الا وجهه ذو الجلال والإكرام .. والكون كله فان بين يديه .. في حالة سكون .. سكون.
ثم يكرر سبحانه وتعالى ويقول مرة أخرى : لمن الملك اليوم ؟!
فما من سميع ولا من كجيب ولآخر مرة يقولها عز وجلثم يجيب بنفسه فيقول : (لمن الملك اليوم ؟! لله الواحد القهار)
سبحانك يا رب..
اللهم مارحمنا و اعف عنا و عن شباب المسلمين دعائكم لشباب المسلمين بالهدايه و الثبات على الطريق المستقيم
[/size] | |
|