أ - هذه الكتب مليئة بالأغلاط والتحريفات المقصودة المتعمدة وغير المتعمدة وبالاختلافات المعنوية في مواضع غير محصورة بحيث لا مجال لعلماء أهل الكتاب أن ينكروها حتى اضطر محققوهم ومفسروهم للتسليم بالأغلاط والتحريفات الكثيرة وسلموا أيضا في الاختلافات بأن إحدى العبارات تكون صادقة وغيرها كاذبة جعلية وحاولوا توجيه بعض الاختلافات والاعتذار عنها بتوجيهات ركيكة لا يقبلها العقل السليم لأن الكلام الإلهامي يستحيل أن تقع فيه الأغلاط والاختلاف وإذا حرف خرج عن كونه إلهاميا وقد قال المحقق هورن إن الكاتبين كان يجوز لهم أن يكتبوا على حسب طبائعهم وعاداتهم وفهومهم ولا يتخيل أنهم كانوا يلهمون في كل أمر يكتبونه أو في كل حكم يحكمون به.
*قال جامعو تفسير هنري وإسكات ليس بضروري أن يكون كل ما كتب النبي إلهاميا أو قانونيا.*جاء في دائرة المعارف البريطانية أن كثيرين من العلماء قالوا: ليس كل قول مندرج في الكتب المقدسة ولا كل حال من الحالات الواردة فيها إلهاميا والذين يقولون بأن كل قول مندرج فيها إلهامي لا يقدرون أن يثبتوا دعواهم بسهولة.
*جاء في دائرة معارف ريس التي كتبها العلماء المحققون قولهم : يوجد في أفعال مؤلفي هذه الكتب وأقوالهم أغلاط واختلافات والحواريين ما كان يرى بعضهم بعضا صاحب وحي وإلهام وقدماء النصارى ما كانوا يعتقدون أن الحواريين مصونون عن الخطأ لأنه كان يحصل الاعتراض على أفعالهم أحيانا والكتب التي كتبها تلاميذ الحواريين مثل إنجيل مرقس ولوقا توقف العلماء في كونها إلهامية وأقر كبار العلماء من البروتستانت على عدم كون كل كلام في العهد الجديد إلهاميا وعلى غلط الحواريين.ب - المحقق نورتن نقل عن أكهارن قوله: كان في ابتداء الملة المسيحية رسالة مختصرة في بيان أحوال المسيح يجوز أن يقال هي الإنجيل الأصلي الذي كتب للمريدين الذين لم يسمعوا أقوال المسيح بآذانهم ولم يروا أحواله بأعينهم وكان هذا الإنجيل مرجعا لجميع الأناجيل التي كثرت في القرنين الأول والثاني ومنها أناجيل متى ومرقس ولوقا ولكنها وقعت في أيدي الذين جبروا نقصانها فضموا إليها أحوالا أخر ووقعت فيها الزيادة تدريجيا وصارت النتيجة أن اختلطت الأحوال الصادقة والحكايات الكاذبة واجتمعت في رواية طويلة فصارت قبيحة الشكل وكلما انتقلت هذه الروايات من فم إلى فم صارت كريهة غير محققة حتى اضطرت الكنيسة في آخر القرن الثاني أو ابتداء القرن الثالث إلى اختيار الأناجيل الأربعة من بين الأناجيل الكثيرة الرائجة التي زادت على السبعين فأرادت أن يتمسك الناس بها ويتركوا غيرها ولو أنها حافظت على الإنجيل الأصلي من الإلحاقات لكانت مشكورة لكن الأمر كان صعبا بسبب الإلحاقات في النسخ الكثيرة فلم تكن هناك نسخة تخلو من الإلحاق حتى تعذر التمييز بين الأصل والملحق وكان أكثر القدماء شاكين في الأجزاء الكثيرة من الأناجيل وما قدروا على أن يفصلوا الأمر ولم تكن المطابع في ذلك الزمان فكان ملاك النسخ كل واحد يدخل في نسخته ما يشاء من الحكايات فإذا نقلت عن هذه النسخة نسخ متعددة وانتشرت تعذر التحقيق في أن هذه النسخة هل هي مشتملة على كلام المصنف فقط أم لا وصار المرشدون يشكون شكاية عظيمة من أن الكاتبين وملاك النسخ حرفوا مصنفاتهم بعد مدة قليلة من تصنيفها وتلامذة الشيطان أدخلوا فيها نجاسة بإخراج بعض الأشياء وزيادة بعضها من جانبهم والكتب المقدسة ما بقيت محفوظة وزالت عنها صفة الإلهام
* المصنفون صاروا يكتبون في آخر كتبهم اللعن والأيمان الغليظة لئلا يحرف أحد كلامهم ولكن التحريف وقع في سيرة عيسى أيضا واشتهر لدرجة أن العالم الوثني سلسوس اعترض على النصارى بأن أناجيلهم بدلت ثلاث أو أربع مرات بل أزيد ولا عجب في ذلك لأن الناس الذين لم يكن لهم استعداد للتحقيق اشتغلوا من وقت ظهور الأناجيل بالزيادة والنقصان منها وتبديل لفظ بمرادف له فكانوا يبدلون عبارات الوعظ حسب ما يشتهون وعادة التحريف التي أجراها أهل الطبقة الأولى استمرت في أهل الطبقة الثانية والثالثة وانتشرت بحيث كان المخالفون للدين النصراني مطلعين على هذه العادة وذكر كليمنس إسكندر يانوس في آخر القرن الميلادي الثاني أن أناسا كانت مهمتهم تحريف الأناجيل.
*علق نورتن على كلام أكهارن السابق بأن هذا ليس رأي أكهارن فقط بل هو رأي كثير من علماء الجرمن ورغم أن نورتن محام عن الإنجيل لكنه ذكر سبعة مواضع بالتفصيل في هذه الأناجيل الأربعة واعترف بأنها إلحاقية محرفة وأن الكذب اختلط ببيان المعجزات وتمييز الصدق عن الكذب عسير في هذا الزمان.
* شاول بولس رسائله مردودة لأنه من الكذابين الذين ظهروا في القرن الأول لإفساد دين المسيح rوأما الحواريون أصحاب عيسى وخلصاؤه فنعتقد في حقهم الصلاح ولا نعتقد فيهم النبوة أقوالهم كأقوال المجتهدين الصالحين محتملة للخطأ وفقدان السند المتصل خلال القرنين الأول والثاني وفقدان الإنجيل الأصلي يرفع الأمان عن أقوال الحواريين خاصة في كثير من الأوقات ما كانوا يفهمون مراد المسيح من أقواله كما يظهر من الأناجيل الحالية لأن الإجمال يوجد كثيرا في كلامه * مرقس ولوقا ليسا من الحواريين ولم يثبت بدليل ما أنهما من ذوي الإلهام بل ولم يحظيا برؤية المسيح لحظة واحدة.
* التواريخ والرسائل المدونة ضمن كتب العهدين القديم والجديد المعروفة باسم الكتاب المقدس ليست هي التوراة والإنجيل المذكورين في القرآن ولا يجب التسليم بصحتها بل حكم كتب العهدين جميعها أن كل رواية أن صدقها القرآن فمقبولة يقينا وإن كذبها فمردودة يقينا وإن سكت عن التصديق أو التكذيب لا نصدقها ولا نكذبها قال تعالى:{ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}. *أجمع أهل الإسلام قاطبة على أن هذا المجموع المشتهر الآن باسم العهدين القديم والجديد ليس هو الذي جاء ذكره في القرآن لأن للتوراة الآن ثلاث نسخ مختلفة والأناجيل أربعة مختلفة أيضا والله أنزل توراة واحدة على موسى وإنجيلا واحدا على عيسى فمن أنكر التوراة والإنجيل الوارد ذكرهما في القرآن فهو كافر ومن أنكر القصص الكاذبة على الله وعلى أنبيائه والموجودة فيما يسمى بكتب العهدين فلا يكفر بل يعد ذلك الإنكار وإظهار ما فيها من التحريف والكذب واجبا *النسخ الثلاث للتوراة مختلفة فيما بينها ووقعت فيها الأغلاط والتناقضات وفيها قصة موسى ودفنه في أرض موآب فنجزم أنها ليست هي التوراة الصحيحة المنزلة على موسى r.
*الأناجيل الأربعة مختلفة فيما بينها ووقعت فيها الأغلاط والتناقضات وفيها قصة صلب المسيح وأنه صلب ومات يوم كذا ودفن في القبر فليست هي الإنجيل المنزل علي عيسى r.
بيان أن هذه الكتب مملوءة من الاختلافات والأغلاط والتحريف
بيان بعض الاختلافات قلت (أبو جهاد): فاقت أخطاء كتب العهد الجديد خمسين ألف خطأ وقد اعترف القسيس فندر في مناظرته للشيخ رحمة الله الهندي بالتحريف بل صرحت به جريدة من أكبر جرائدهم و هي ( شهود يهوه) و صورة المقال موجودة في أحد كتب العلامة أحمد ديدات رحمه الله.
1- الاختلاف في أسماء أولاد بنيامين وفي عددهم في سفر أخبار الأيام الأول 7 / 6: ( لبنيامين بالع وباكر ويديعئيل ثلاثة) .
في سفر أخبار الأيام الأول 8 / 1-2 :وبنيامين ولد بالع بكره وأشبيل الثاني وأخرخ الثالث ونوحة الرابع ورافا الخامس).
في سفر التكوين 46
وبنو بنيامين بالع وباكر وأشبيل وجيرا ونعمان وإيحي وروش ومفيم وحفيم وأرد ).
2- الاختلاف في عدد المقاتلين في إسرائيل ويهوذا : في سفر صموئيل الثاني 24 / 9
فدفع يوآب جملة عدد الشعب إلى الملك فكان إسرائيل ثمانمائة ألف رجل ذي بأس مستل السيف ورجال يهوذا خمس مئة ألف رجل) .
في سفر أخبار الأيام الأول 21 / 5:(فدفع يوآب جملة عدد الشعب إلى داود فكان كل إسرائيل ألف ألف ومائة ألف رجل مستلي السيف ويهوذا أربع مائة وسبعين ألف رجل مستلي السيف) .
3- الاختلاف في خبر جاد الرائي : في سفر صموئيل الثاني 24 / 13
فأتى جاد إلى داود وأخبره وقال له أتأتي عليك سبع سني جوع في أرضك أم تهرب ثلاثة أشهر أمام أعدائك وهم يتبعونك ؟).
في سفر أخبار الأيام الأول 21 / 11 - 12 : فجاء جاد إلى داود وقال له هكذا قال الرب : اقبل لنفسك إما ثلاث سنين جوع أو ثلاثة أشهر هلاك أمام مضايقيك وسيف أعدائك يدركك ) .
4- الاختلاف في عمر الملك أخزيا عندما ملك: في سفر الملوك الثاني ( 8 / 26
كان أخزيا ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك) .
في سفر أخبار الأيام الثاني 22 / 2:(كان أخزيا ابن اثنتين وأربعين سنة حين ملك) .
5- الاختلاف في عمر الملك يهوياكين عندما ملك : في سفر الملوك الثاني 24 / 8-9
كان يهوياكين ابن ثماني عشرة سنة حين ملك) .
وفي سفر أخبار الأيام الثاني 36 / 9
كان يهوياكين ابن ثماني سنين حين ملك) .
6 - الاختلاف في عدد الذين قتلهم أحد أبطال داود بالرمح دفعة واحدة : في سفر صموئيل الثاني 23
هو هز رمحه على ثمانمائة قتلهم دفعة واحدة) .
في سفر أخبار الأيام الأول 11 / 11 : ( هو هز رمحه على ثلاثمائة فقتلهم دفعة واحدة) . قلت أبو جهاد : الخلاف بين النصين ليس خمسة أشخاص أو عشرة أو عشرين بل خمسمائة فهل هذا دين !!! كلا والله .
7 - الاختلاف في عدد ما يؤخذ من الطير والبهائم في سفينة نوح r: في سفر التكوين 6 / 19-20 : ومن كل حي من كل ذي جسد اثنين من كل تدخل إلى الفلك لاستبقائها معك تكون ذكرا وأنثى من الطيور كأجناسها ومن البهائم كأجناسها ومن كل دبابات الأرض كأجناسها اثنين من كل تدخل إليك لاستبقائها ).
في سفر التكوين 7 / 2-3 : من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة ذكرا وأنثى ومن البهائم التي ليست بطاهرة اثنين ذكرا وأنثى ومن طيور السماء أيضا سبعة ذكرا وأنثى لاستبقاء نسل على وجه كل الأرض ).
8 - الاختلاف في عدد الأسرى الذين أسرهم داود r: في سفر صموئيل الثاني 8 / 4
فأخذ داود منه ألفا وسبعمائة فارس وعشرين ألف راجل) .
في سفر أخبار الأيام الأول 18 / 4:( وأخذ داود منه ألف مركبة وسبعة آلاف فارس وعشرين ألف راجل) .
9 - الاختلاف في عدد الذين قتلهم داود rمن أرام : في سفر صموئيل الثاني 10 / 18
وقتل داود من أرام سبعمائة مركبة وأربعين ألف فارس) .
في سفر أخبار الأيام الأول19 / 18:( وقتل داود من أرام سبعة آلاف مركبة وأربعين ألف راجل
10 - الاختلاف في عدد مذاود خيل سليمان r: في سفر الملوك الأول 4/26:(وكان لسليمان أربعون ألف مذود لخيل) .
في سفر أخبار الأيام الثاني 9 / 25
وكان لسليمان أربعة آلاف مذود خيل)